سرطان الرئة هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا علي مستوي العالم، ويحدث نتيجة لإنقسام الخلايا وتكاثرها في الرئتين لتشكل ورمًا خبيثًا قد ينتشر في أجزاء أخري من الجسم، ويعد التدخين المسبب الرئيسي والأول للإصابة به حيث تزداد خطورته مع إزدياد عدد السجائر التي يدخنها الفرد يوميًا، فتحتوي الواحدة منها علي ما لا يقل عن خمسين مادة كيميائية مسرطنة مسئولة عن إتلاف الخلايا الرئوية، فهو المسئول عن ثلث الوفيات السرطانية إلا أن وفيات النساء جراء هذا النوع من السرطان فاقت سرطان الثدي، ومن هنا كان لابد من الإضاءة علي مخاطرسرطان الرئة وإمكانية الوقاية منه.
التدخين وخطر الإصابة بسرطان الرئة
كشف الأستاذ الدكتور ماهر سليمان، “أستاذ وإستشاري علاج الأورام” بكلية طب الأسكندرية و”عضو الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام”، أن السبب الرئيسي والأول للإصابة بسرطان الرئة هو التدخين حيث يشكل %90 من الحالات سواء كان إيجابي أو سلبي من خلال تعرض الأشخاص غير المدخنين لجو مليء بالدخان سواء في المنازل أو المطاعم أو المقاهي فهم عرضة لسرطان الرئة، ولذالك ننصح المدخنين بالإقلاع عن التدخين، كما أن أستنشاق بعض المواد السامة والخطرة يمكن أن يؤدي للإصابة بسرطان الرئة خصو ًصا إن كان هذا التعرض بشكل يومي أو بطرق مستمرة.
إكتشاف المرض في وقت مبكر يقي من خطر إنتشاره
قال أن 70% من حالات الإصابة بسرطان الرئة لا تكتشف المرض إلا في مراحلة الأخيرة لأن طبيعة المرض لا يظهر بأعراض واضحة يستطيع من خلالها المريض إكتشافه مبكرًا مما يصعب الشفاء منه ما يجعل إمكانية نجاح العلاج محدودة ويرجع لذالك حسب حجم الورم ومكانه.
أعراض تدل علي الإصابة بسرطان الرئة
مشيرًا إلي أن البصاق المدمم هو من إحدي علامات الإصابة به وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعًا لسرطان الرئة في السعال المستمر أو فقدان غير مبرر في الوزن، وبعض الأعراض قد تظهر مبكراً على الجهاز التنفسي مثل نوبات متكررة من إلتهاب الشعب الهوائية أو الإلتهاب الرئوي والذي يعد مؤشرًا للإصابة بسرطان الرئة وألالام في الصدر وضيق في التنفس ويرافقه بحه في الصوت وفي هذه الحالة تكون الأورام السرطانية قد بدأت في إغلاق المجاري التنفسية، لتصبح عملية التنفس أصعب.
لافتًا أن كورونا جعلتنا نكتشف حالات كثيرة من سرطان الرئة في مراحلها المبكرة بفضل الأشعة المقطعية التي كانت تطلب من مريض كورونا للتأكد من التشخيص.
وأضاف إلي أن نسب الإصابة بسرطان الرئة تصل إلي 1,8 مليون حالة سنو ًيا، وتصل نسب الوفيات إلي 1,6 مليون حالة وفاة سنويًا ومن المتوقع أن تقل في السنوات الأخيرة بعد إستخدام العلاج المناعي.
علاج سرطان الرئة
وقال أنه بعد إكتشاف المرض وعمل الفحوصات اللازمة يتجه المريض إلى رحلة العلاج والتي تشمل أنواع مختلفة من العلاج منها العلاج الموجه لمنع نمو الخلايا السرطانية والحد من إنتشارها، والعلاج بالكيماوي من خلال إستخدام أدوية تعمل على التقليل من الورم السرطاني أو قتله، والعلاج الإشعاعي وهذا من خلال إستخدام الأشعة عالية الطاقة التي تعمل على قتله، والعلاج بالجراحة والذي يتم عن طريقة إستئصال الورم الموجود في الرئة عن طريق عملية جراحية يتم فيها إزالة منطقة النسيج التي يوجد بها الورم السرطاني، وأخيرًا العلاج الدوائي علي حسب تشخيص حالة المريض.
وذكر طرق الوقاية من سرطان الرئة والتي تتمثل في تجنب التدخين تمامًا وتناول الأغذية الصحية الغنية بالعناصرالغذائية الهامة مثل الخضروات والفواكه بجانب ممارسة الرياضة بإنتظام وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة مع عدم التعرض إلى المواد التي تسبب السرطان ومنها الأدخنة وغاز الرادون.
مراحل تطور مرض سرطان الرئة
وأوضح مراحل سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة ومنها المرحلة المحدودة والتي يكون السرطان متواجد في إحدى الرئتين، وقد يصل إلى الغدد الليمفاوية القريبة التي توجد بين الرئتين ويليها المرحلة واسعة النطاق والتي ينتشر السرطان في هذه المرحلة إلى خارج الرئة المصابة، ويصل للرئة الأخرى كما أنه من الممكن أن يصل إلى بعض الأعضاء مثل الدماغ.
ثم تأتي بعدها مرحلة سرطان الرئة ذو الخلايا الغير صغيرة وتتمثل المرحلة الأولى في سرطان الرئة المبكر أو الموضعي ويوجد السرطان في هذه المرحلة في الرئة فقط ثم تليها المرحلة الثانية ويكون السرطان موجود في الرئة وقد ينتشر في العقد الليمفاوية القريبة ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة سرطان الرئة الموضعي المتقدم، ويكون فيها الورم بأحجام مختلفة، وتنقسم هذه المرحلة إلى:-
المرحلة أ: ويوجد السرطان فيها في العقد الليمفاوية الموجودة في نفس الجانب الذي بدأ منه نمو الخلايا السرطانية.
المرحلة ب: وهي المرحلة التي ينتشر فيها السرطان إلى الغدد الليمفاوية من الجانب الأخر من الصدر إلى أن يصل إلى الغدد الليمفاوية التي توجد فوق عظمة الترقوة.
وأخيرًا المرحلة الرابعة التي ينتشر فيها السرطان في الرئتين وبعض الأعضاء البعيدة مثل الدماغ والعظام والكبد.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن سرطان الرئة ينقسم إلى قسمين رئيسين النوع الأول هو سرطان الخلايا الصغيرة ويمثل20% من الحالات، والنوع الثاني هو سرطان الخلايا غير الصغيرة ويمثل 80% من الحالات.
مؤكدًا علي أن الدعم النفسى والمعنوى لمرضى السرطان يساهم بشكل كبير فى نسبة الشفاء وتقوية جهاز المناعة ومقاومة المرض بجانب الطرق العلاجية الكيماوية لأن المريض يكون فى أشد الحاجة إليها حتى لا يشعر بأنه يحارب بمفرده.
مضيفًا علي أن الدعم العاطفي والإجتماعي قد يساعد المريض على التعامل مع الإجهاد النفسي حيث يقلل من مستويات الاكتئاب والقلق والأعراض المصاحبة للمرض، مثل حضور دورات تثقيفية عن مرض السرطان.
